"بوصلتنا" هو مشروع وثائقي غير ربحي، غير حكومي وغير سياسي بادر بالقيام به مجموعة مكونة من 4 أفراد يهدفون إلى توثيق مقابلات حول الأثر الذي تركته القضية الفلسطينة في قلوب شباب جيل الألفية من مختلف البلدان العربية. هدف مشروعنا هو ترسيخ شرعية وجود المقاومة الفلسطينيين للدفاع عن أراضيها المحتلة وحقها اللامشروط في تحريرها من النهر الى البحر.
نظرًا لتشابه خلفياتنا وتاريخنا ضد الاستعمار، ليس بصفتنا كعرب فحسب، وإنما كوننا سكان العالم الأصليين في جميع أنحاء العالم الذي تكبدوا عناء الاستعمار في سبيل تحرير أوطانهم، فإننا اليوم وباختلاف أعراقنا، معتقداتنا وثقافاتنا فنحن نتشاطر نفس الرؤية تجاه ما يقع من ظلم وإبداة جماعية للشعب الفلطسيني من قبل الكيان المحتل.
في معركة إعلامية هي الأشرس من نوعها، حيث أصبح الحق فيها باطلا والباطل فيها حقا، لا بد لنا من إعادة صياغة الرواية الأصلية، بدأ من تقديمها كمعركة مستعمر مقابل معركة مستعمرة وصولا لترسيخ شرعية وجود المقاومة المسلحة، وذلك وفقا للقوانين الدولية. ومن الضروري الإشارة إلى أننا سنحرص على تنظيم مداخلات شباب الألفية الذين سنجري معهم مقابلات وفق تسلسل منطقي روائي يروي لنا القصة من منظروهم الخاص كشباب حول أهم الأحداث التي سبقت "طوفان الأقصى" بتاريخي 7 أكتوبر 2023 وصولا لما تبعه من نتائج وتطورات.
وتكمن القيمة الفنية لهذا العمل في كونه يحفظ الرواية الحقيقية للقضية الفلسطينية عيدا عن أي مغالطات أو قلب للحقائق، كما أنه يهدف باختياره لجيل الألفية تحديدا إلى جعله حلقة وصل بين الأجيال السابقة والأجيال الصاعدة التي لم تشهد حدث طوفان الأقصى المفصلي في القضية. وبهذا فإن قيمة هذا العمل لا يقتصر في كونه مجرد أرشيف مصور فحسب وإنما في كونه مرجعا عالميا للقيم التي يجب أن يتقاسمها شباب الغد فيما بينهم بمختلف المستويات؛ الأخلاقية والدينية والثقافية وحتى الوجودية.
وفي الأخير لا يفوتنا أن نسلط الضوء على الجانب الفلسفي الذي يعالجه هذا العملالفني وذلك في بكونه بوصلة يسترشد بها الناس يوقظ أعين النائمين عن الحق من سباتهم حتى يعيدوا مراجعة مسلماتهم مع أنفسهم من خلال إعادة التفكير و التشكيك في الخطابات و المبادئ والقيم الغربية التي تكيل بمكيالين وعلى رأسها المؤسسات وهيئات القانون الدولية التي لا طالما تغنت بيدمقراطيتها وإنسانيتها أمام مجتمعاتنا العربية خاصة والعالم عامة.